وقوله - عز وجل -:
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ؛ عهد الله؛ هنا - والله أعلم -: ما أخذ الله على النبيين؛ ومن اتبعهم؛ ألا يكفروا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ دليل ذلك قوله - عز وجل -:
وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا ؛
[ ص: 106 ] فهذا هو العهد المأخوذ على كل من اتبع الأنبياء - عليهم السلام -؛ أن يؤمنوا بالرسول المصدق لما معهم؛ و " إصري " ؛ مثل عهدي؛ ويجوز أن يكون عهد الله الذي أخذه من بني آدم من ظهورهم؛ حين قال:
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ؛ وقال قوم: إن عهد الله - عز وجل - الاستدلال على توحيده؛ وإن كل ذي تمييز يعلم أن الله خالق؛ فعليه الإيمان به؛ والقولان الأولان؛ في القرآن ما يصدق تفسيرهما؛ فأما إعراب " الذين " ؛ فالنصب على الصفة ل " الفاسقين " ؛ وموضع قوله:
أن يوصل خفض على البدل من الهاء؛ والمعنى: ما أمر الله بأن يوصل؛ وموضع " أولئك " : رفع بالابتداء؛ و " الخاسرون " ؛ خبر الابتداء؛ و " هم " ؛ بمعنى الفصل؛ وهو الذي يسميه الكوفيون " العماد " ؛ ويجوز أن يكون " أولئك " ؛ رفعا بالابتداء؛ و " هم " ؛ ابتداء ثان؛ و " الخاسرون " ؛ خبر لهم؛ و " هم الخاسرون " ؛ خبر عن " أولئك " .