وقوله - عز وجل -:
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ؛ قيل: المعنى: لا تجعلوا تصديقكم النبي في شيء مما جاءكم به إلا لليهود؛ فإنكم إن قلتم ذلك للمشركين كان عونا لهم على تصديقه؛ وقال أهل اللغة وغيرهم من أهل التفسير: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم؛ إلا لمن تبع دينكم؛ أي: لا تصدقوا أن يعطى أحد من علم النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما أعطيتم؛ أو يحاجوكم عند ربكم؛ ومعنى
أو يحاجوكم عند ربكم أي: ليس يكون لأحد حجة عند الله في الإيمان به؛ لعلم من عنده؛ إلا من كان مثلكم؛ وقد قيل في المعنى:
قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ؛ أي: الهدى هو هذا الهدى؛ لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم.
[ ص: 431 ] قال بعض النحويين: معنى " أن " ؛ ههنا: معنى " لا " ؛ وإنما المعنى " ألا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " ؛ أي: " لئلا يؤتى " ؛ فحذف " لا " ؛ لأن في الكلام دليلا عليها؛ كما قال الله - عز وجل -:
يبين الله لكم أن تضلوا ؛ أي: لئلا تضلوا؛ قال
أبو العباس محمد بن يزيد: " لا " ؛ ليست مما يحذف ههنا؛ ولكن الإضافة ههنا معلومة؛ فحذفت الأول وأقمت الثاني مقامه؛ المعنى: " يبين الله لكم كراهة أن تضلوا " ؛ وكذلك ههنا قال: " إن الهدى هدى الله كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " ؛ أي: من خالف دين الإسلام؛ لأن الله لا يهدي من هو كاذب كفار؛ فهدى الله بعيد من غير المؤمنين. وقوله - عز وجل -:
قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ؛ أي: نبوته وهداه؛ يؤتيه من يشاء.