وقوله - عز وجل -:
أفرأيتم النار التي تورون ؛ معناه: تقدحون؛ تقول: "ورى الزند يري؛ وريا؛ فهو وار"؛ إذا انقدحت منه النار؛ و"أوريت النار"؛ إذا قدحتها؛
والعرب تقدح بالزند؛ والزندة؛ وهذا خشب يحك بعضه على بعض؛ فيخرج منه النار؛ فقال:
أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ؛ أي: إذا رآها الرائي ذكر جهنم وما يخافه من العذاب؛ فذكر الله - عز وجل - واستجار به منها؛ ومعنى " متاعا للمقوين " ؛ "المقوي": الذي ينزل بالقواء؛ وهي الأرض الخالية؛ فذكر الله - عز وجل - جميع ما يدل على توحيده؛ وما أنعم به عليهم من خلقهم؛ وتغذيتهم مما يأكلون؛ ويشربون؛ مما يدل على قدرته؛ ووحدانيته؛ ثم قال - عز وجل -:
فسبح باسم ربك العظيم ؛ أي: فبرئ الله - عز وجل.