قوله - عز وجل -:
ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم ؛ معنى
فتنتم أنفسكم استعملتموها في الفتنة؛ وتربصتم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين الدوائر؛
وغرتكم الأماني ؛ أي: ما كنتم تمنون من نزول الدوائر بالمؤمنين؛
حتى جاء أمر الله ؛
[ ص: 125 ] أي: حتى أنزل الله نصره على نبيه والمؤمنين؛
وغركم بالله الغرور ؛ أي: غركم الشيطان؛ وهو الغرور؛ على وزن "الفعول"؛ و"فعول"؛ من أسماء المبالغة؛ تقول: "فلان أكول"؛ إذا كان كثير الأكل؛ و"ضروب"؛ إذا كان كثير الضرب؛ ولذلك قيل للشيطان: "الغرور"؛ لأنه يغر ابن آدم كثيرا؛ فإذا غر مرة واحدة فهو "غار"؛ ويصلح "غار"؛ للكثير؛ فأما "غرور"؛ فلا يصلح للقليل؛ وقرئت: "الغرور"؛ وهو كل ما غر من متاع الدنيا؛ ومعنى " ارتبتم " : غلبتم الشك على اليقين. وقوله - عز وجل -:
مأواكم النار هي مولاكم ؛ هي أولى بكم؛ لما أسلفتم من الذنوب؛ ومثل ذلك قول الشاعر:
فغدت كلا الفرجين تحسب أنه ... مولى المخافة خلفها وأمامها
مثل ذلك؛ أي: "مولى المخافة خلفها وأمامها.