وقوله:
والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ؛ على وزن "الفعيلون"؛ واحدهم: "صديق"؛ وهو اسم للمبالغة في الفعل؛ تقول: "رجل صديق"؛ كثير التصديق؛ وكذلك "رجل سكيت"؛ كثير السكوت؛ فالمعنى إن المؤمن المصدق بالله ورسله؛ هو المبالغ في الصدق. وقوله - عز وجل -:
والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ؛ يصلح أن يكون كلاما مستأنفا؛ مرفوعا بالابتداء؛ فيكون المعنى: "والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم"؛ و"الشهداء"؛ هم الأنبياء؛ ويجوز أن يكون "والشهداء"؛ نسقا على ما قبله؛ فيكون المعنى: "أولئك هم الصديقون؛
[ ص: 127 ] وأولئك هم الشهداء عند ربهم"؛ ويكون
لهم أجرهم ونورهم ؛ للجماعة من الصديقين والشهداء.