وقوله - عز وجل -:
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ؛ فمن قرأ: "أتاكم"؛ فمعناه: "جاءكم"؛ ومن قرأ:
آتاكم ؛ فمعناه: "أعطاكم"؛ ومعنى "تفرحوا"؛ ههنا: لا تفرحوا فرحا شديدا؛ تأشروا فيه وتبطروا؛ ودليل ذلك:
والله لا يحب كل مختال فخور ؛ فدل بهذا أنه ذم الفرح الذي يختال فيه صاحبه؛ ويبطر له؛ فأما الفرح بنعمة الله؛ والشكر عليها؛ فغير مذموم؛ وكذلك
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ؛ أي: لا تحزنوا حزنا يطغيكم؛ حتى يخرجكم إلى أن تلزموا أنفسكم الهلكة؛ ولا تعتدوا بثواب الله ما تسلبونه؛ وما فاتكم.