وقوله:
والذين تبوءوا الدار ؛ يعني
الأنصار. [ ص: 146 ] والإيمان من قبلهم ؛ يعني
المهاجرين؛ يحبون من هاجر إليهم ؛ أي: يحب
الأنصار المؤمنين؛
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ؛ أي: لا يجد
الأنصار في صدورهم حاجة مما يعطى
المهاجرون؛ وقوله:
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؛ قال
أبو إسحاق: ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى؛ نحو
خيبر؛ وما أشبهها؛ فالأمر عند أهل
الحجاز في قسمة الفيء أنه يفرق في هذه الأصناف المسماة على قدر ما يراه الإمام على التحري للصلاح في ذلك؛ إن رأى الإمام ذلك؛ وإن رأى أن صنفا من الأصناف يحتاج فيه إلى جميع الفيء؛ صرف فيه؛ أو في هذه الأصناف على قدر ما يرى. قوله :
كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ؛ يقرأ بضم الدال؛ وفتحها؛ فـ "الدولة": اسم الشيء الذي يتداول؛ و"الدولة": الفعل والانتقال من حال إلى حال؛ وقرئت أيضا: "دولة"؛ بالرفع؛ فمن قرأ: "كيلا يكون دولة"؛ فعلى أن يكون على مذهب التمام؛ ويجوز أن يكون "دولة"؛ اسم "يكون"؛ وخبرها "بين الأغنياء"؛ والأكثر
كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ؛ على معنى: "كيلا يكون الفيء دولة"؛ أي: متداولا؛ وقوله:
وما آتاكم الرسول فخذوه ؛ أي: من الفيء؛
وما نهاكم عنه ؛ أي: عن أخذه؛
فانتهوا