وقوله - عز وجل -:
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ؛ بفتح النون؛ وتقرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمن فتح فعلى صفة التوبة؛ ومعناه: "توبة بالغة في النصح"؛ و"فعول"؛ من أسماء الفاعلين التي تستعمل للمبالغة في الوصف؛ تقول: "رجل صبور؛ وشكور"؛ و"توبة نصوح"؛ ومن قرأ: "نصوحا"؛ بضم النون؛ فمعناه: "ينصحون بهذا نصوحا"؛ يقال: "نصحت له نصحا؛ ونصاحة؛ ونصوحا".
[ ص: 195 ] وجاء في التفسير أن التوبة النصوح التي لا يعاود التائب معها المعصية؛ وقال بعضهم: التي لا ينوي معها معاودة المعصية؛ وقوله:
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ؛ "يوم"؛ منصوب بقوله:
عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي ؛ أي: في هذا اليوم؛ والقراءة النصب في قوله:
ويدخلكم ؛ عطف على
أن يكفر ؛ ولو قرئت بالجزم لكان وجها؛ يكون محمولا على موضع
عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ؛ لأن "عسى"؛ من الله واجبة؛ قال الله (تعالى):
وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقوله:
نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ؛ أي: إذا رأى المؤمنون نور المنافقين يطفأ؛ سألوا الله أن يتمم لهم نورهم.