وقوله:
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ؛ أعلم الله - عز وجل - أن الأنبياء لا يغنون عمن عمل بالمعاصي شيئا؛ وجاء في التفسير أن خيانتهما لم تكن في بغاء؛ لأن الأنبياء لا يبتليهم الله في نسائهم بفساد؛ وقيل: إن خيانة
امرأة لوط أنها كانت تدل على الضيف؛ وخيانة
امرأة نوح أنها كانت تقول: إنه مجنون - صلى الله عليه وسلم وعلى أنبيائه أجمعين -؛ فأما من زعم غير ذلك فمخطئ؛ لأن بعض من تأول قوله:
يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ؛
[ ص: 196 ] ذهب إلى جنس من الفساد؛ والقراءة في هذا: "عمل غير صالح"؛ و
عمل غير صالح ؛ وهما يرجعان إلى معنى واحد؛ وذلك أن تأويل
إنه عمل غير صالح ؛ إنه ذو عمل غير صالح؛ وكل من كفر فقد انقطع نسبه من أهله المؤمنين؛ لا يرثهم؛ ولا يرثونه.