وقوله:
فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ؛ وقرئت: "سيئت"؛ بإشمام السين الضم؛ ويجوز: "سيت"؛ على طرح الهمزة؛ وإلقاء الحركة على الياء؛
[ ص: 201 ] والمعنى: "فلما رأوا العذاب زلفة؛ أي: قريبا؛ سيت وجوه الذين كفروا؛ تبين فيها السوء؛
وقيل هذا الذي كنتم به تدعون ؛ وقرئت: "تدعون"؛ من "دعوت؛ أدعو"؛ فأما " تدعون " ؛ فجاء في التفسير: "تكذبون"؛ وتأويله في اللغة: "هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأكاذيب"؛ أي: تدعون أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم لا تخرجون؛ ومن قرأ: "تدعون"؛ بالتخفيف؛ فالمعنى: "هذا الذي كنتم به تستعجلون وتدعون الله في قولكم:
اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم "؛ ويجوز أن يكون معنى " تدعون " ؛ هذا أيضا؛ "تفتعلون"؛ من "الدعاء"؛ و"تفتعلون"؛ من "الدعوى"؛ يجوز ذلك - والله أعلم.