قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون ؛ "أوسطهم": أعدلهم؛ من قوله:
وكذلك جعلناكم أمة وسطا ؛ أي: عدلا؛
لولا تسبحون ؛ قال لهم: استثنوا في يمينكم؛ لأنهم أقسموا ليصرمنها مصبحين؛
[ ص: 209 ] ولم يستثنوا؛ ومعنى التسبيح ههنا: الاستثناء؛ وهو أن يقول: "إن شاء الله"؛ فإذا قال قائل: "التسبيح": أن يقول: "سبحان الله"؛ فالجواب في ذلك أن كل ما عظمت الله به فهو تسبيح؛ لأن التسبيح في اللغة - فيما جاء عن النبي - عليه السلام -: تنزيه الله عن السوء؛ فالاستثناء تعظيم الله؛ والإقرار بأنه لا يقدر أحد أن يفعل فعلا إلا بمشيئته - عز وجل -؛ فالمعنى في قوله:
إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إنا بلونا أهل
مكة حين دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=650762 "اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف"؛ فابتلاهم الله بالجرب؛ والهلاك؛ وذهاب الأقوات؛ كما بلا أصحاب هذه الجنة باحتراقها؛ وذهاب قوتهم منها.