وقوله:
وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ؛
[ ص: 237 ] ويقرأ: "لبدا"؛ ويجوز "لبدا"؛ والمعنى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما صلى الصبح
بذات نخلة؛ كادت الجن - لما سمعوا القرآن وتعجبوا منه - أن يسقطوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وقيل: "كادوا"؛ يعني به جميع الملإ التي تظاهرت على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ومعنى "لبدا"؛ يركب بعضه بعضا؛ وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقا شديدا؛ فقد لبدته؛ ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش؛ فأما من قرأ: "لبدا"؛ فهو جمع "لبدة"؛ و"لبد"؛ ومن قرأ: "لبدا"؛ فهو جمع "لبدة"؛ و"لبد"؛ و"لبدة"؛ و"لبدة"؛ في معنى واحد؛ ومعنى من قرأ: "لبدا"؛ فهو جمع "لابد"؛ و"لبد"؛ مثل "راكع"؛ و"ركع"؛ و"غاز"؛ و"غزى".