معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله : إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ؛ معنى - " قتل " ؛ ههنا: "لعن"؛ ومثله: قتل الخراصون ؛ [ ص: 247 ] وكان الوليد بن المغيرة قال لرؤساء أهل مكة: قد رأيتم هذا الرجل - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتم ما فشا من أمره؛ فإن سألكم الناس عنه؛ ما أنتم قائلون؟ قالوا نقول: هو مجنون؛ قال: إذن يخاطبوه فيعلموا أنه غير مجنون؛ قالوا: فنقول: إنه شاعر؛ قال: هم العرب؛ يعلمون الشعر؛ ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر؛ قالوا: فنقول: إنه كاهن؛ قال: الكهنة لا تقول: إنه يكون كذا وكذا إن شاء الله؛ وهو يقول: إن شاء الله؛ فقالوا: قد صبأ الوليد؛ وجاء أبو جهل؛ ابن أخيه؛ فقال: إن القوم يقولون: إنك قد صبوت؛ وقد عزموا على أن يجمعوا لك مالا فيكون عوضا مما تقدر أن تأخذ من أصحاب محمد؛ فقال: والله ما يشبعون؛ فكيف أقدر أن آخذ منهم مالا؛ وإني لمن أيسر الناس؟ ومر به جماعة فذكروا له ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففكر وعبس وجهه وبسر؛ أي: نظر بكراهة شديدة؛ فقال: ما هذا الذي أتى به محمد إلا سحر يأثره عن مسيلمة؛ وعن أهل بابل.

التالي السابق


الخدمات العلمية