قوله :
إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ؛ معنى - " قتل " ؛ ههنا: "لعن"؛ ومثله:
قتل الخراصون ؛
[ ص: 247 ] وكان
الوليد بن المغيرة قال لرؤساء أهل
مكة: قد رأيتم هذا الرجل - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلمتم ما فشا من أمره؛ فإن سألكم الناس عنه؛ ما أنتم قائلون؟ قالوا نقول: هو مجنون؛ قال: إذن يخاطبوه فيعلموا أنه غير مجنون؛ قالوا: فنقول: إنه شاعر؛ قال: هم
العرب؛ يعلمون الشعر؛ ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر؛ قالوا: فنقول: إنه كاهن؛ قال: الكهنة لا تقول: إنه يكون كذا وكذا إن شاء الله؛ وهو يقول: إن شاء الله؛ فقالوا: قد صبأ
الوليد؛ وجاء
أبو جهل؛ ابن أخيه؛ فقال: إن القوم يقولون: إنك قد صبوت؛ وقد عزموا على أن يجمعوا لك مالا فيكون عوضا مما تقدر أن تأخذ من أصحاب
محمد؛ فقال: والله ما يشبعون؛ فكيف أقدر أن آخذ منهم مالا؛ وإني لمن أيسر الناس؟ ومر به جماعة فذكروا له ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - ففكر وعبس وجهه وبسر؛ أي: نظر بكراهة شديدة؛ فقال: ما هذا الذي أتى به
محمد إلا سحر يأثره عن
مسيلمة؛ وعن أهل
بابل.