قوله - جل وعز -:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ؛ " البطانة " : الدخلاء الذين يستبطنون ويتبسط إليهم؛ يقال: " فلان بطانة لفلان " ؛ أي: مداخل له ومؤانس " ؛ فالمعنى أن المؤمنين أمروا ألا يداخلوا المنافقين؛ ولا اليهود؛ وذلك أنهم كانوا لا يبقون غاية في التلبيس على
[ ص: 462 ] المؤمنين؛ فأمروا بألا يداخلوهم؛ لئلا يفسدوا عليهم دينهم؛ وأخبر الله المؤمنين بأنهم لا يألونهم خبالا؛ أي: لا يبقون غاية في إلقائهم فيما يضرهم؛ وأصل " الخبال " ؛ في اللغة: ذهاب الشيء؛ قال الشاعر:
أبني سليمى لستم ليد ... إلا يدا مخبولة العضد
أي: قد ذهبت عضدها؛
ودوا ما عنتم ؛ أي: ودوا عنتكم؛ ومعنى " العنت " : إدخال المشقة على الإنسان؛ يقال: " فلان متعنت فلانا " ؛ أي: يقصد إدخال المشقة والأذى عليه؛ ويقال: " قد عنت العظم؛ يعنت؛ عنتا " ؛ إذا أصابه شيء بعد الجبر؛ وأصل هذا كله من قولهم: " أكمة عنوت " ؛ إذا كانت طويلة؛ شاقة المسلك؛ فتأويل " أعنت فلانا " : حملته على المشقة.