وقوله:
إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ؛ المعنى: "يقولون إنما نطعمكم لوجه الله"؛ أي: لطلب ثواب الله - عز وجل -؛ وجائز أن يكونوا يطعمون؛ ولا ينطقون هذا القول؛ ولكن معناهم في إطعامهم هذا؛ فترجم ما في قلوبهم؛ وكذلك:
إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ؛ "العبوس": الذي يعبس الوجوه؛ وهذا مثل قوله:
ووجوه يومئذ باسرة ؛ و"قمطريرا"؛ يقال: "يوم قمطرير"؛ و"يوم قماطر"؛ إذا كان شديدا غليظا؛ وجاء في التفسير أن "قمطريرا"؛ معناه: تعبس؛ فيجمع ما بين العينين؛ وهذا سائغ في اللغة؛ يقال: "اقمطرت الناقة"؛ إذا رفعت ذنبها؛ وجمعت قطريها؛ ورمت بأنفها.