أبصارها خاشعة ؛ ذليلة؛ وجواب "والنازعات" - والله أعلم - محذوف؛ والمعنى كأنه أقسم فقال: "وهذه الأشياء لتبعثن"؛ والدليل على ذلك قوله:
يقولون أإنا لمردودون في الحافرة ؛ أي: "إنا نرد في الحياة بعد الموت إذا كنا عظاما نخرة؟"؛ أي: نرد ونبعث؛ ويقال: "رجع فلان في حافرته"؛ إذا رجع في الطريق الذي جاء فيه؛ وقرئت: "نخرة"؛ و"ناخرة"؛ أكثر في القراءة؛ وأجود؛ لشبه آخر الآي بعضها ببعض؛ "الحافرة"؛
[ ص: 279 ] و"ناخرة"؛ و"خاسرة"؛ و"نخرة"؛ جيدة أيضا؛ يقال: "نخر العظم؛ ينخر؛ فهو نخر"؛ مثل "عفن الشيء؛ يعفن؛ فهو عفن"؛ و"ناخرة"؛ على معنى: عظاما فارغة يصير فيها من هبوب الريح كالنخير؛ ويجوز "ناخرة"؛ كما تقول: "بلي الشيء؛ وبليت العظام؛ فهي بالية".