فمن شاء ذكره ؛ ذكر؛ لأن "الموعظة"؛ و"الوعظ"؛ واحد؛ والمعنى راجع إلى حملة القرآن؛ المعنى: "فمن شاء أن يذكره ذكره"؛ ثم أخبر - جل وعز - أن الكتاب في اللوح المحفوظ عنده؛ فقال:
في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة ؛ و"السفرة": الكتبة؛ يعني به الملائكة؛ واحدهم "سافر"؛ و"سفرة"؛ مثل: "كاتب"؛ و"كتبة"؛ و"كافر"؛ و"كفرة"؛ وإنما قيل للكتاب: "سفرة"؛ وللكاتب: "سافر"؛ لأن معناه أنه يبين الشيء ويوضحه؛ يقال: "أسفر الصبح"؛ إذا أضاء؛ و"سفرت المرأة"؛ إذا كشفت النقاب عن وجهها؛ ومنه: "سفرت بين القوم"؛ أي: كشفت قلب هذا؛ وقلب هذا؛ لأصلح بينهم.