وقوله:
قتل الإنسان ما أكفره ؛ يكون على جهة لفظ التعجب؛ ويكون التعجب مما يؤمر به الآدميون.
[ ص: 285 ] ويكون المعنى كقوله:
فما أصبرهم على النار ؛ أي: اعجبوا أنتم من كفر الإنسان؛ ويجوز على معنى التوبيخ؛ ولفظه لفظ الاستفهام؛ أي: "أي شيء أكفره؟!"؛ ثم بين من أمره ما كان ينبغي أن يعلم معه أن الله خالقه؛ وأنه واحد؛ فقال:
من أي شيء خلقه ؛ على لفظ الاستفهام؛ ومعناه التقرير؛ ثم بين فقال:
من نطفة خلقه فقدره ؛ المعنى: "فقدره على الاستواء"؛ كما قال - عز وجل -:
أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا