لمن شاء منكم أن يستقيم ؛ أي: الاستقامة واضحة لكم؛ فمن شاء أخذ في طريق الحق؛ والقصد؛ وهو الإيمان بالله - عز وجل - ورسوله؛ ثم أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه؛ وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وتوفيقه؛ فقال:
وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ؛ ودليل ذلك أيضا:
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت ؛
[ ص: 294 ] فهذا إعلام أن الإنسان لا يعمل خيرا إلا بتوفيق الله؛ ولا شرا إلا بخذلان من الله؛ لأن الخير؛ والشر بقضائه؛ وقدره؛ يضل من يشاء؛ ويهدي من يشاء؛ كما قال - جل وعز -:
الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب