وقوله - جل وعز -:
إن يمسسكم قرح ؛ و " قرح " ؛ جميعا يقرآن؛ وهما عند أهل اللغة بمعنى واحد؛ ومعناه: الجراح وألمها؛ يقال: " قد قرح؛ يقرح؛ قرحا " ؛ و " أصابه قرح " ؛ قال بعضهم: كأن " القرح " ؛ الجرح؛ وكأن " القرح " ؛ الألم؛
وتلك الأيام نداولها بين الناس ؛ أي: نجعل الدولة في وقت من الأوقات للكافرين على المؤمنين؛ إذا عصوا فيما يؤمرون به؛ من محاربة الكفار؛ فأما إذا أطاعوا فهم منصورون أبدا؛ كما قال الله - - عز وجل -
ألا إن حزب الله هم المفلحون ؛ ومعنى
وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء أي: ليعلم الله من يقيم على الإيمان بعد أن تناله الغلبة؛ أي: يجعل لهم الدولة في وقت من الأوقات ليعلم المؤمنين.
[ ص: 471 ] وتأويل
وليعلم الله الذين آمنوا ؛ والله - عز وجل - قد علمهم قبل ذلك؛ معناه: " يعلم ذلك واقعا منهم " ؛ كما قال - عز وجل -
ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ؛ أي: ليقع ما علمناه غيبا مشاهدة للناس؛ ويقع منكم؛ وإنما تقع المجازاة على ما علمه الله من الخلق وقوعا؛ لا على ما لم يقع؛ وما لم يعملوه؛ قال الله - عز وجل -:
وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ؛ وقال:
إنما تجزون ما كنتم تعملون