وقوله - عز وجل -:
أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ؛ وقرأها الحسن: " ويعلم الصابرين " ؛ بالكسر؛ على العطف؛ ومن قرأ: " ويعلم الصابرين " ؛ فعلى النصب بالواو؛ المعنى: ولما يقع العلم بالجهاد؛ والعلم بصبر الصابرين؛ ولما يعلم الله ذلك واقعا منهم؛ لأنه - جل وعز - يعلمه غيبا؛ وإنما يجازيهم على عملهم؛ وتأويل " لما " ؛ أنها جواب لقول القائل: " قد فعل فلان " ؛ فجوابه: " لما يفعل " ؛ وإذا قال: " فعل " ؛ فجوابه: " لم يفعل " ؛ وإذا قال: " لقد " ؛ فجوابه: " ما
[ ص: 473 ] يفعل " ؛ كأنه قال: " والله هو يفعل " ؛ يريد ما يستقبل؛ فجوابه: " لن يفعل؛ ولا يفعل " ؛ هذا مذهب النحويين.