وقوله - عز وجل -:
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله ؛ المعنى: ما كانت نفس لتموت إلا بإذن الله؛ وقوله - عز وجل -:
كتابا مؤجلا ؛ على التوكيد؛ المعنى: كتب الله ذلك كتابا مؤجلا؛ أي: كتابا ذا أجل؛ و " الأجل " ؛ هو الوقت المعلوم؛ ومثل هذا التوكيد قوله - عز وجل -:
كتاب الله عليكم ؛ لأنه لما قال:
حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ؛ دل ذلك على أنه مفروض عليهم؛ فكان قوله:
كتاب الله عليكم ؛ توكيدا؛ وكذلك قوله - عز وجل -:
صنع الله الذي أتقن كل شيء ؛ لأنه لما قال:
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ؛
[ ص: 475 ] دل ذلك على أنه خلق الله وصنعه؛ فقال:
صنع الله ؛ وهذا في القرآن في غير موضع؛ وهذا مجراه عند جميع النحويين. وقوله - عز وجل -:
ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ؛ أي: من كان إنما يقصد بعمله الدنيا أعطي منها؛ وكل نعمة فيها العبد فهي تفضل من الله؛ إعطاء منه؛ ومن كان قصده بعمله الآخرة آتاه الله منها؛ وليس في هذا دليل أنه يحرمه خير الدنيا؛ لأنه لم يقل " ومن يرد ثواب الآخرة لم نؤته إلا منها " ؛ والله - عز وجل - ذو الفضل العظيم.