وقوله - عز وجل -:
فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ "تلظى"؛ معناه: تتوهج؛ وتتوقد؛ وهذه الآية هي التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء؛ فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر؛ لقوله:
لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ؛ وليس كما ظنوا؛ هذه نار موصوفة بعينها؛ لا يصلى هذه النار إلا الأشقى الذي كذب وتولى؛ ولأهل النار منازل؛ فمنها قوله:
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ؛ والله - عز وجل - كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به؛ وقال - عز وجل -:
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ؛ فلو كان كل من لم يشرك بالله لا يعذب؛ لم يكن في قوله (تعالى): " ويغفر ما دون ذلك " ؛ فائدة؛ وكان يغفر ما دون ذلك.