وقوله - عز وجل -:
كلا لو تعلمون علم اليقين ؛ المعنى: "لو علمتم الشيء حق علمه"؛ وصرفتم التفهم إليه؛ لارتدعتم"؛ ثم قال:
لترون الجحيم ؛
[ ص: 358 ] كما قال:
وإن منكم إلا واردها ؛ والقراءة: "لترون"؛ بضم الواو؛ غير مهموزة؛ فضمت الواو لسكونها؛ وسكون النون؛ وقد همزها بعضهم: "لترؤن"؛ والنحويون يكرهون همز الواو؛ لأن ضمتها غير لازمة؛ لأنها حركت لالتقاء الساكنين؛ ويهمزون الواو التي ضمتها لازمة؛ نحو: "أدؤر"؛ جمع "دار"؛ فيجوز: "أدؤر"؛ بالهمز؛ و"أدور"؛ بغير الهمز؛ وأنت مخير فيهما؛ فأما "لترؤن"؛ "ثم لترؤنها"؛ فلا يختار النحويون إلا ترك الهمزة؛ وقرئت: "لترؤن الجحيم"؛ على ما لم يسم فاعله.