معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله - عز وجل -: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ؛ يروى في التفسير أن الكفار قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - تخبرنا بأن الإنسان في النار؛ حتى إذا صار من أهل ملتك؛ قلت إنه من أهل الجنة؛ فأعلم الله - عز وجل - أن حكم من كفر أن يقال له: إنه من أهل النار؛ ومن آمن فهو - ما آمن وأقام على إيمانه وأدى ما افترض عليه - من أهل الجنة؛ وأعلم أن المؤمنين؛ وهم الطيب؛ مميزون من الخبيث؛ أي: مخلصون. وقوله - عز وجل -: وما كان الله ليطلعكم على الغيب ؛ أي: ما كان الله ليعلمكم من يصير منكم مؤمنا بعد كفره؛ لأن الغيب إنما يطلع عليه الرسل؛ لإقامة البرهان؛ لأنهم رسل؛ وأن ما أتوا به من عند الله؛ وقد قيل في التفسير: ما بالنا نحن لا نكون أنبياء؛ فأعلم الله أن ذلك إليه؛ وأنه يختار لرسالاته من يشاء.

التالي السابق


الخدمات العلمية