وقوله (تعالى) :
إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ؛ ليس معناه أنهم يعملون السوء وهم جهال؛ غير مميزين؛ فإن من لا عقل له ولا تمييز لا حد عليه؛ وإنما معنى " بجهالة " ؛ أنهم في اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية جهال؛ فليس ذلك الجهل مسقطا عنهم العذاب؛ لو كان كذلك لم يعذب أحد؛ ولكنه جهل في الاختيار؛ ومعنى " يتوبون من قريب " ؛ يتوقفون قبل الموت؛ لأن ما بين الإنسان وبين الموت قريب؛
فالتوبة مقبولة قبل اليقين بالموت.