وقوله - عز وجل -:
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؛ فالألف ألف استفهام؛ ومعناه: التقرير والتوبيخ؛ ههنا؛ كأنه قيل لهم: " أنتم على هذه الطريقة " ؛ ومعنى هذا الكلام - والله أعلم - أنهم كانوا يأمرون أتباعهم بالتمسك بكتابهم؛ ويتركون هم التمسك به؛ لأن جحدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هو تركهم التمسك به؛ ويجوز - والله أعلم - أنهم كانوا يأمرون ببذل الصدقة؛ وكانوا يضنون بها؛ لأنهم وصفوا بأنهم قست قلوبهم؛ وأكلوا الربا؛ والسحت؛ وكانوا قد نهوا عن الربا؛ فمنع الصدقة داخل في هذا الباب.