وقوله :
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ؛ أي : لا تعبدوا معه غيره؛ فإن ذلك يفسد عبادته؛
وبالوالدين إحسانا ؛ المعنى : أوصاكم الله بعبادته؛ وأوصاكم بالوالدين إحسانا؛ وكذلك قوله (تعالى) :
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ؛ لأن معنى " قضى " ؛ ههنا : أمر؛ ووصى.
[ ص: 50 ] وقال بعض النحويين : " إحسانا " ؛ منصوب على " وأحسنوا بالوالدين إحسانا " ؛ كما تقول : " ضربا زيدا " ؛ المعنى : " اضرب زيدا ضربا " ؛
وبذي القربى ؛ أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى بعد الوالدين؛
واليتامى ؛ في موضع جر؛ المعنى : " وباليتامى والمساكين أوصاكم أيضا " ؛ وكذلك جميع ما ذكر في هذه الآية؛ المعنى : أحسنوا بهؤلاء كلهم؛
والجار ذي القربى ؛ أي : الجار الذي يقاربك وتعرفه ويعرفك؛
والجار الجنب ؛ والجار القريب المتباعد؛ قال
علقمة : فلا تحرمني نائلا عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب
وقوله - عز وجل - :
والصاحب بالجنب ؛ قيل هو الصاحب في السفر؛
وابن السبيل ؛ الضيف يجب قراه؛ وأن يبلغ حيث يريد؛ وقوله :
وما ملكت أيمانكم ؛ أي : وأحسنوا بملك أيمانكم؛ موضع " ما " : عطف على ما قبلها؛ وكانت وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - عند وفاته :
nindex.php?page=hadith&LINKID=678127 " الصلاة؛ وما ملكت أيمانكم " .
[ ص: 51 ] وقوله - عز وجل - :
إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ؛ المختال : الصلف؛ التياه؛ الجهول؛ وإنما ذكر الاختيال في هذه القصة لأن المختال يأنف من ذوي قراباته إذا كانوا فقراء؛ ومن جيرانه إذا كانوا كذلك؛ فلا يحسن عشرتهم.