معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ؛ و " البخل " ؛ جميعا يقرآن؛ يعنى به اليهود؛ لأنهم يبخلون بعلم ما كان عندهم من مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويكتمون ما آتاهم الله من فضله ؛ أي : ما أعطاهم من العلم برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وقوله : وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ؛ أي : جعلنا ذلك عتادا لهم؛ أو مثبتا لهم؛ فجائز أن يكون موضع " الذين " ؛ نصبا على البدل؛ والمعنى : إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا؛ أي : لا يحب الذين يبخلون؛ وجائز أن يكون رفعه على الابتداء؛ ويكون الخبر إن الله لا يظلم مثقال ذرة ؛ ويكون والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ؛ عطفا على الذين يبخلون ؛ في النصب؛ والرفع؛ وهؤلاء يعنى بهم المنافقون؛ كانوا يظهرون الإيمان ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر.

التالي السابق


الخدمات العلمية