وقوله :
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ؛ هذا أمر عام للنبي - صلى الله عليه وسلم - وجميع أمته؛ ويروى في التفسير
أن العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل له السقاية؛ والسدانة؛ وهي الحجبة؛ وهو أن يجعل له مع السقاية فتح البيت؛ وإغلاقه؛ فنازعه شيبة بن عثمان؛ فقال : يا رسول الله؛ اردد علي ما أخذت مني؛ يعني مفتاح الكعبة؛ فرده - صلى الله عليه وسلم - على شيبة؛ وقوله :
إن الله نعما يعظكم به ؛
[ ص: 67 ] هذه على أوجه : " نعما " ؛ بكسر النون؛ والعين؛ وإدغام الميم في الميم؛ وإن شئت فتحت النون؛ وإن شئت أسكنت العين؛ فقلت : " نعما " ؛ إلا أن الأحسن عندي الإدغام مع كسر العين؛ فأما من قرأ " نعم ما " ؛ بإسكان العين والميم؛ فهو شيء ينكره البصريون؛ ويزعمون أن اجتماع الساكنين - أعني العين والميم - غير جائز؛ والذي قالوا بين؛ وذلك أنه غير ممكن في اللفظ؛ إنما يحتال فيه بمشقة في اللفظ.