معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فلا وربك لا يؤمنون ؛ يعنى به المنافقون؛ حتى يحكموك فيما شجر بينهم ؛ أي : فيما وقع من الاختلاف بينهم؛ ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ؛ أي : لا تضيق صدورهم من قضيتيك؛ ويسلموا تسليما ؛ [ ص: 71 ] أي : يسلمون لما يأتي به من حكمك؛ لا يعارضونه بشيء؛ و " تسليما " ؛ مصدر مؤكد؛ والمصادر المؤكدة بمنزلة ذكر الفعل ثانيا؛ كأنك إذا قلت " سلمت تسليما " ؛ فقد قلت : " سلمت سلمت " ؛ وحق التوكيد أن يكون محققا لما تذكره في صدر كلامك؛ فإذا قلت : " ضربت ضربا " ؛ فكأنك قلت : " أحدثت ضربا أحقه ولا أشك فيه " ؛ وكذلك " ويسلموا تسليما " ؛ أي : يسلمون لحكمك تسليما؛ لا يدخلون على أنفسهم فيه شكا.

التالي السابق


الخدمات العلمية