وقوله :
وحسن أولئك رفيقا ؛ يعني النبيين؛ لأنه قال :
ومن يطع الله والرسول فأولئك ؛ أي : المطيعون؛
مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ؛ أي : الأنبياء ومن معهم حسنوا رفيقا؛ و " رفيقا " ؛ منصوب على التمييز؛ ينوب عن " رفقاء " ؛ وقال بعضهم : لا ينوب الواحد عن الجماعة إلا أن يكون من أسماء الفاعلين؛ فلو كان " حسن القوم رجلا " ؛ لم يجز عنده؛ ولا فرق بين " رفيق " ؛ و " رجل " ؛ في هذا المعنى؛ لأن الواحد في
[ ص: 74 ] التمييز ينوب عن الجماعة؛ وكذلك في المواضع التي لا تكون إلا جماعة؛ نحو قولك : " هو أحسن فتى وأجمله " ؛ المعنى : هو أحسن الفتيان وأجملهم؛ وإذا كان الموضع الذي لا يلبس ذكر الواحد فيه؛ فهو ينبئ عن الجماعة؛ كقول الشاعر :
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب
وقال الآخر :
في حلقكم عظم وقد شجينا
يريد : في حلوقكم عظام؛ ولو قلت : " حسن القوم مجاهدا في سبيل الله " ؛ و " حسن القوم رجلا " ؛ كان واحدا؛ وقوله :
وكفى بالله عليما ؛ معناه : كفى الله عليما؛ والباء مؤكدة؛ المعنى : اكتفوا بالله عليما.