وقوله :
من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ؛ " الكفل " ؛ في اللغة : النصيب؛ أخذ من قولهم : " أكفلت البعير " ؛ إذا أدرت على سنامه؛ أو على موضع من ظهره كساء؛ وركبت عليه؛ وإنما قيل له : " كفل " ؛ و " اكتفل البعير " ; لأنه لم يستعمل الظهر كله؛ إنما استعمل نصيب من الظهر؛ ولم يستعمل كله.
وقوله :
وكان الله على كل شيء مقيتا ؛ قال بعضهم : " المقيت " : القدير؛ وقال بعضهم : " المقيت " : الحفيظ؛ وهو عندي - والله أعلم - بالحفيظ أشبه؛ لأنه من " القوت " ؛ مشتق؛ يقال : " قت الرجل؛ أقوته؛ قوتا " ؛ إذا حفظت عليه نفسه بما يقوته؛ و " القوت " : اسم ذلك الشيء الذي يحفظ نفسه؛ ولا فضل فيه على قدرة الحفظ؛ فمعنى " المقيت " - والله أعلم - : الحفيظ؛ الذي يعطي الشيء قدر الحاجة من الحفظ؛ قال الشاعر :
[ ص: 86 ] ألي الفضل أم علي إذا ... حوسبت إني على الحساب مقيت