[ ص: 89 ] وقوله :
إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ؛ أي : فاقتلوهم إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق؛ ويروى أن هؤلاء اتصلوا
ببني مدلج؛ وكانوا صلحا للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وقوله :
أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ؛ معناه : ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم؛ وقال النحويون : إن " حصرت صدورهم " ؛ معناه : أو جاؤوكم قد حصرت صدورهم؛ لأن " حصرت " ؛ لا يكون حالا؛ إلا بـ " قد " ؛ وقال بعضهم : " حصرت صدورهم " ؛ خبر بعد خبر؛ كأنه قال : " أو جاؤوكم " ؛ ثم أخبر فقال : " حصرت صدورهم أن يقاتلوكم " . وقوله - جل وعز - :
ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم ؛ أي : ضيق صدورهم عن قتالكم إنما هو لقذف الله الرعب في صدورهم؛ وقرأ بعضهم : " حصرة صدورهم " ؛ على الحال.