وقوله - جل وعز - :
درجات منه ومغفرة ورحمة ؛ " درجات " ؛ في موضع نصب؛ بدلا من قوله :
أجرا عظيما ؛ وهو مفسر للآخر؛ المعنى : فضل الله المجاهدين درجات ومغفرة ورحمة؛ وجائز أن يكون
[ ص: 94 ] منصوبا على التوكيد لـ " أجرا عظيما " ؛ لأن الأجر العظيم هو رفع الدرجات من الله - جل وعز -؛ والمغفرة والرحمة؛ كما تقول : " لك علي ألف درهم؛ لأن قولك : " علي ألف درهم " ؛ هو اعتراف؛ فكأنك قلت : " أعرفها عرفا " ؛ وكأنه قيل : " غفر الله لهم مغفرة؛ وأجرهم أجرا عظيما " ؛ لأن قوله : " أجرا عظيما " ؛ فيه معنى " غفر؛ ورحم؛ وفضل " ؛ ويجوز الرفع في قوله : " درجات منه ومغفرة ورحمة " ؛ ولو قيل : " درجات منه ومغفرة ورحمة " ؛ كان جائزا على إضمار " تلك درجات منه ومغفرة " ؛ كما قال - جل ثناؤه - :
لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ ؛ أي : " ذلك بلاغ " .