وقوله - عز وجل - :
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ؛ أي : يخادعون النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ بإظهارهم له الإيمان وإبطانهم الكفر؛ فجعل
[ ص: 123 ] الله - عز وجل - مخادعة النبي - صلى الله عليه وسلم - مخادعة له؛ كما قال - عز وجل - :
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ؛ ومعنى قوله :
وهو خادعهم ؛ فيه غير قول؛ قال بعضهم : مخادعة الله إياهم : جزاؤهم على المخادعة بالعذاب؛ وكذلك قوله :
ويمكرون ويمكر الله ؛ وقيل : " وهو خادعهم " ؛ بأمره - عز وجل - بالقبول منهم ما أظهروا؛ فالله خادعهم بذلك.