وقوله :
فبما نقضهم ميثاقهم ؛ " ما " ؛ لغو في اللفظ؛ المعنى : فبنقضهم ميثاقهم حقا؛ فكما أن " حقا " ؛ لتوكيد الأمر؛ فكذلك " ما " ؛ دخلت للتوكيد؛ وتأويل نقضهم ميثاقهم أن الله - عز وجل - أخذ عليهم الميثاق في أن يبينوا ما أنزل عليهم من ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وغيره؛ قال الله - عز وجل - :
وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم ؛ والجالب للباء؛ والعامل فيها قوله - عز وجل - :
حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ؛ المعنى : بنقضهم ميثاقهم؛ والأشياء التي ذكرت بعده؛ وقوله " فبظلم " ؛ بدل من قوله :
فبما نقضهم ؛ وقوله :
قلوبنا غلف ؛ أي : أوعية للعلم؛
بل طبع الله عليها بكفرهم ؛ وإن شئت أدغمت اللام في الطاء؛ وكذلك :
بل تؤثرون الحياة الدنيا ؛ يدغم؛ فتقول : " بـ طبع " ؛ و " بـ تؤثرون " ؛ جعل الله مجازاتهم على كفرهم أن طبع على قلوبهم؛