قوله - عز وجل -:
ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ؛
[ ص: 138 ] وفي هذه الآية ذكر البعث بعد موت وقع في الدنيا؛ مثل قوله (تعالى):
فأماته الله مائة عام ثم بعثه ؛ ومثل قوله - عز وجل -:
فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ؛ وذلك احتجاج على مشركي العرب؛ الذين لم يكونوا موقنين بالبعث؛ فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإخبار عمن بعث بعد الموت في الدنيا؛ مما توافقه عليه اليهود؛ والنصارى؛ وأرباب الكتب؛ فاحتج - صلى الله عليه وسلم - بحجة الله التي يوافقه عليها جميع من خالفه من أهل الكتب.
وقوله:
لعلكم تشكرون ؛ أي: في أن بعثكم بعد الموت؛ وأعلمكم أن قدرته عليكم هذه القدرة؛ وأن الإقالة بعد الموت؛ لا شيء بعدها؛ وهي كالمضطرة إلى عبادة الله.