وقوله :
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ؛ هذا جواب لهم حين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليهم كتابا من السماء؛ وقد جرى ذكر ذلك قبل هذه الآية؛ وهو قوله :
يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابا من السماء ؛ فأعلم الله نبيه أن شأنه في الوحي كشأن الأنبياء الذين سلفوا قبله؛ وهذا احتجاج عليهم؛ فقال :
إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ؛ وسائر الأنبياء الذين ذكروا في هذه الآية.
وقوله :
وآتينا داود زبورا ؛ القراءة فيه بفتح الزاي؛ وضمها؛ وأكثر القراء على فتح الزاي؛ وقد قرأت جماعة : " زبورا " ؛ بضم الزاي؛ منهم
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش؛ nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة؛ فمن قرأ : " زبورا " ؛ بفتح الزاي؛ فمعناه : " كتابا " ؛ وهذا الوجه عند أهل اللغة؛ لأن الآثار كذا جاءت " زبور
داود " ؛ كما جاء " توراة
موسى " ؛ و " إنجيل
عيسى " .
[ ص: 133 ] ومن قرأ : " زبورا " ؛ بضم الزاي؛ فمعناه : " وآتيناه كتبا " ؛ جمع " زبر " ؛ و " زبور " ؛ ويقال : " ذبرت الكتاب؛ أذبره؛ ذبرا " ؛ إذا كتبت؛ و " ذبرت؛ أذبر؛ ذبرا " ؛ و " أذبر " ؛ إذا قرأت؛ و " الزبر " : في اللغة : إحكام العمل في البئر خاصة؛ تقول : " بئر مزبورة " ؛ إذا كانت مطوية بالحجارة؛ و " الزبر " : إحكام الكتاب؛ وقول الشاعر :
هوجاء ليس للبها زبر
يصف ريحا؛ جعل هذا مثلا لها؛ كأنه قال : ليس لشأنها قوة في الاستواء؛ وقوله - جل وعز - :
آتوني زبر الحديد ؛ واحدها " زبرة " ؛ وهي قطع الحديد.