وقوله :
لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ؛ أي : ليس يستنكف الذي تزعمون أنه إله أن يكون عبدا لله؛ ولا الملائكة المقربون.
[ ص: 136 ] والملائكة - والله أعلم - أكرم من النبيين؛ ألا ترى أن نوحا - عليه السلام - قال :
ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ؟ فقال - عز وجل - :
لن يستنكف المسيح ؛ من العبودة لله؛ ومعنى " يستنكف " : أي : لن يأنف؛ وأصله في اللغة من " نكفت الدمع " ؛ إذا نحيته بإصبعك من خدك؛ قال الشاعر :
فبانوا فلولا ما تذكر منهم ... من الخلف لم ينكف لعينيك مدمع
فتأويل " لن يستنكف " : لن ينقبض؛ ولن يمتنع من عبودة الله.