وقوله :
اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ؛ يروى في التفسير أن
بني قريظة؛ وبني النضير كانوا عاهدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك القتال؛ وعلى أن يعينهم في دياتهم؛ ويعينوه في ديات المسلمين؛ فأصيب رجلان من المسلمين؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم في دياتهما؛ فوعدوه
[ ص: 157 ] لوقت يسير إليهم فيه؛ فسار النبي هو
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر؛ nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر؛ nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي؛ فلما صاروا إليهم هموا بالغدر؛ وأن يقتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه؛ فأوحى الله إليه؛ وأعلمه ما عزموا عليه؛ فخرجوا من المكان الذي كانوا فيه؛ فأعلمهم اليهود أن قدورهم تغلي؛ فأعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أنه قد نزل عليه الوحي بما عزموا عليه؛ وهذه من الآيات التي تدل على نبوته؛ وقيل : إن هذا مردود على قوله :
اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ؛ أي : قد أعطيتم الظفر عليهم؛ فقال :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ؛ وكلا الوجهين - والله أعلم - جائز؛ لأن الله - جل ثناؤه - قد أظهر الإسلام على سائر الأديان.