معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ؛ " أخي " ؛ في موضع رفع؛ وجائز أن يكون في موضع نصب؛ المعنى : قال ربي : إني لا أملك إلا نفسي؛ وأخي أيضا لا يملك إلا نفسه؛ ورفعه من جهتين؛ إحداهما أن يكون نسقا على موضع " إني " ؛ المعنى : أنا لا أملك إلا نفسي؛ وأخي كذلك؛ ومثله قوله : أن الله بريء من المشركين ورسوله ؛ وجائز أن يكون عطفا على " ما " ؛ في قوله : " أملك " ؛ [ ص: 165 ] فالمعنى : أنا لا أملك أنا وأخي إلا أنفسنا؛ وجائز أن يكون " أخي " ؛ في موضع نصب من جهتين؛ إحداهما أن يكون نسقا على الياء في " إني " ؛ المعنى : إني وأخي لا نملك إلا أنفسنا؛ و " إني لا أملك إلا نفسي؛ وإن أخي لا يملك إلا نفسه " ؛ وجائز أن يكون معطوفا على " نفسي " ؛ فيكون المعنى : " لا أملك إلا نفسي؛ ولا أملك إلا أخي " ؛ لأن أخاه إذا كان مطيعا له فهو ملك طاعته؛ وقوله : إذ جعل فيكم أنبياء ؛ لا يصرف " أنبياء " ؛ لأنه مبني على ألف التأنيث؛ وهو غير مصروف في المعرفة والنكرة؛ لأن فيه علامة التأنيث؛ وهي؛ مع أنها علامة التأنيث؛ مبنية مع الاسم على غير خروج التأنيث عن التذكير؛ نحو " قائم " ؛ و " قائمة " ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية