وقوله :
إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا ؛ موضع " أن " ؛ رفع؛ المعنى : إنما جزاؤهم القتل؛ أو الصلب؛ أو القطع للأيدي؛ والأرجل من خلاف؛ لأن القائل إذا قال : " إنما جزاؤك دينار " ؛ فالمعنى : ما جزاؤك إلا دينار " ؛ وقول العلماء : إن هذه الآية نزلت في الكفار خاصة؛ وروي في التفسير أن
nindex.php?page=showalam&ids=88أبا برزة الأسلمي كان عاهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يعرض لما يريد النبي - صلى الله عليه وسلم -
[ ص: 170 ] بسوء؛ وألا يمنع من ذلك؛ وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمنع من يريد
أبا برزة؛ فمر قوم يريدون النبي
بأبي برزة؛ فعرض أصحابه لهم؛ فقتلوا وأخذوا المال؛ فأنزل الله (تعالى) على نبيه؛ وأتاه
جبريل فأعلمه أن الله يأمره أن من أدركه منهم قد قتل وأخذ المال؛ قتله؛ وصلبه؛ ومن قتل ولم يأخذ المال؛ قتله؛ ومن أخذ المال ولم يقتل؛ قطع يده لأخذه المال؛ وقطع رجله لإخافة السبيل؛ وقال بعضهم : المسلمون مخيرون في أمر المشركين؛ إن شاؤوا قتلوهم؛ وصلبوهم؛ أو قطعوا أيديهم؛ وأرجلهم من خلاف؛ ومعنى :
ينفوا من الأرض ؛ فيه قولان؛ قال بعضهم : من قتله فدمه هدر؛ أي : لا يطالب قاتله بدمه؛ وقيل : " أو ينفوا من الأرض " ؛ أن يقاتلوا حيث توجهوا منها؛ لا يتركوا فارين؛ يقال : " نفيت الشيء أنفيه؛ نفيا؛ ونفاية " ؛ و " النفاية " : ما يطرح؛ وينفى؛ القليل؛ مثل " البراية " ؛ و " النحاتة " ؛ وقوله :
ذلك لهم خزي في الدنيا ؛ يقال : " خزي الرجل؛ يخزى؛ خزيا؛ " إذا افتضح؛ وتحير فضيحة؛ و " قد خزى؛ يخزي؛ خزاية " ؛ إذا استحى؛ كأنه يتحير أن يفعل قبيحا.