ثم عاد - عز وجل - في وصفهم؛ فقال :
سماعون للكذب أكالون للسحت ؛ ويقرأ : " للسحت " ؛ جميعا؛ تأويله أن الرشا التي يأكلونها يعاقبهم الله بها أن يسحتهم بعذاب؛ كما قال - جل وعز - :
لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ؛ ومثل هذا قوله :
إنما يأكلون في بطونهم نارا ؛ أي : يأكلون ما عاقبته النار؛ يقال : " سحته؛ وأسحته " ؛ إذا استأصله؛ وقال بعضهم : " سحته " : أذهبه قليلا قليلا إلى أن استأصله؛ ومثل " أسحته " ؛ قول
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
وعض زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحتا أو مجلف
ويجوز أن يكون " سحته " ؛ و " أسحته " ؛ إذا استأصله؛ كان ذلك شيئا بعد شيء؛ أو كان دفعة واحدة؛ وقوله
فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم ؛ أجمعت العلماء على أن هذه الآية تدل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مخير بها في الحكم بين أهل الذمة؛ وقيل في بعض الأقاويل : إن التخيير نسخ بقوله :
وأن احكم بينهم بما أنـزل الله
وقوله :
فاحكم بينهم بالقسط ؛ أي : العدل.