وقوله :
وطعامه متاعا لكم وللسيارة ؛ أي : أحل لكم صيد البحر؛ وأحل لكم طعام البحر للسيارة؛ فأما صيده فمعروف؛ وأما طعامه فقد اختلف فيه؛ فقال بعضهم : ما نضب الماء عنه فأخذ بغير صيد فهو طعامه؛ وقال : طعامه هو كل ما سقاه الماء؛ فأنبت؛ فهو طعام البحر؛ لأنه نبت عن ماء البحر؛ فأعلمهم الله أن الذي أحل لهم كثير في البر؛ والبحر؛ وأن الذي حرم عليهم إنما هو
صيد البر في حال الإحرام؛ وسن النبي - صلى الله عليه وسلم - تحريم
الصيد في الحرم؛ ليكون قد أعذر إليهم من الانتقام ممن عاود ما حرم الله عليه؛ مع كثرة ما أحل الله له؛ و " متاعا " ؛ منصوب؛ مصدر مؤكد؛ لأنه لما قال : " أحل لكم " ؛ كان دليلا على أنه قد متعهم به؛ كما أنه لما قال :
حرمت عليكم أمهاتكم ؛ كان دليلا على أنه قد كتب عليهم ذلك؛ فقال :
كتاب الله عليكم