وقوله :
يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ؛
[ ص: 218 ] أما نصب " يوم " ؛ فمحمول على قوله :
واتقوا الله واسمعوا ؛ أي : واتقوا يوم يجمع الله الرسل؛ كما قال :
واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ؛ ومعنى المسألة من الله (تعالى) للرسل تكون على جهة التوبيخ للذين أرسلوا إليهم؛ كما قال - عز وجل - :
وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ؛ فإنما تسأل ليوبخ قاتلوها؛ وأما إجابة الرسل وقولهم : " لا علم لنا " ؛ فقد قال الناس في هذا غير قول؛ جاء في بعض التفسير أنه عزبت عنهم أفهامهم لهول يوم القيامة؛ فقالوا : " لا علم لنا مع علمك " ؛ وقال بعضهم : لو كانت عزبت أفهامهم لم يقولوا :
إنك أنت علام الغيوب ؛ وقال بعضهم : معنى قول الرسل : " لا علم لنا " : أي : بما غاب عنا ممن أرسلنا إليه؛ أنت يا ربنا تعلم باطنهم؛ ولسنا نعلم غيبهم؛ إنك أنت علام الغيوب.