وقوله :
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ؛ كان قوم من المشركين أرادوا الحيلة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فقالوا : لو باعدت عنك هؤلاء السفلة؛ والعبيد؛ لجلس إليك الكبراء والأشراف؛ وكانوا عنوا بالذين قدروا أن يباعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=52صهيبا؛ وخبابا؛ nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر؛ وسلمان الفارسي؛ وبلالا؛ فأعلم الله - عز وجل - أن أمر الدين هو المقدم؛ ونهاه أن يباعد هؤلاء؛ وأعلمه أنهم يريدون ما عند الله؛ فشهد لهم بصحة النيات؛ وأنهم مخلصون في ذلك لله؛ فقال :
يريدون وجهه ؛ أي : يريدون الله؛ ويقصدون الطرق التي أمرهم بقصدها؛ وإنما قدروا بهذا أن يباعدهم فتكون لهم حجة عليه؛ والله قد أعلم
[ ص: 252 ] في قصة
نوح أنه اتبع
نوحا من كان عندهم من أراذلهم؛ فقال :
قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ؛ وقالوا :
وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا
وقوله - عز وجل - :
فتكون من الظالمين ؛ جواب
ولا تطرد ؛ وقوله : " فتطردهم " ؛ جواب
ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم ؛