وقوله :
وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنـزل الله على بشر من شيء ؛
[ ص: 271 ] معناه : ما عظموا الله حق عظمته؛ إذ جحدوا تنزيله؛ وذلك أن جماعة من اليهود - من منافقيهم - جاؤوا وهم يعاندون النبي - صلى الله عليه وسلم - يجادلونه؛ ويصدون عنه؛ وكان سمتهم سمة الأحبار؛ وكانوا يتنعمون؛ ولا يتعبدون؛ فأعلمهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في التوراة أن الله - جل وعز - لا يحب الحبر السمين؛ فجحدوا التوراة؛ وقالوا : ما أنزل الله على بشر من شيء؛ فقال الله - عز وجل - :
قل من أنـزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ؛ يظهرون ما يحبون من ذلك؛ ويخفون كثيرا؛
وعلمتم ما لم تعلموا ؛ أي : علمتم على لسان
محمد - صلى الله عليه وسلم - ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم؛
قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ؛ يقال لكل من كان في عمل لا يجدي : " إنما أنت لاعب " .