وقوله :
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن ؛ أي : وكما جعلنا لك ولأمتك شياطين الجن والإنس أعداء؛ كذلك جعلنا لمن تقدمك من الأنبياء؛ وأممهم.
و " عدوا " ؛ في معنى " أعداء " ؛ و " شياطين الإنس والجن " ؛ منصوب على البدل من " عدوا " ؛ مفسرا له؛ ويجوز أن يكون " عدوا " ؛ منصوبا على أنه مفعول ثان؛ المعنى : " وكذلك شياطين الجن والإنس أعداء للأنبياء وأممهم " ؛
يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ؛ " الزخرف " ؛ في اللغة : الزينة؛ والمعنى أن بعضهم يزين لبعض الأعمال القبيحة؛ و " غرورا " ؛ منصوب على المصدر؛ وهذا المصدر محمول على المعنى؛ لأن مبنى إيحاء الزخرف من القول معنى الغرور؛ وكأنه قال : " يغرون غرورا " ؛
ولو شاء ربك ما فعلوه ؛ أي : لو شاء الله لمنع الشياطين من الوسوسة؛ للإنس والجن؛ ولكن الله يمتحن ما يعلم أنه الأبلغ في الحكمة؛ والأجزل في الثواب؛ والأصلح للعباد.