وقوله :
ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ؛ معنى " لتصغى " : لتميل؛ أي : " وليصير أمرهم إلى ذلك " ؛ ويجوز : " ولتصغي إليه أفئدة " ؛ يقال : " صغوت؛ أصغى " ؛ مثل " محوت؛ أمحى " ؛ وإنما جاز " أصغى " ؛ وكان ينبغي أن يكون " أصغو " ؛ لموضع الغين؛ لأنها تفتح هي وأخواتها؛ وهو أن " يفعل " ؛ و " يفعل " ؛
[ ص: 285 ] يصير معها في كثير من الكلام " يفعل " ؛ نحو " صبغ؛ يصبغ " ؛ وأصله " يصبغ " ؛ وهو يقال؛ ومثل " ذهب؛ يذهب " ؛ كأنه كان " يذهب " ؛ ويقال : " صغيت؛ أصغى " ؛ أيضا؛ و " أصغيت؛ أصغى " ؛ شاذ؛ و " أصغيت؛ أصغي " ؛ جيد بالغ؛ كثير؛ و " أفئدة " : جمع " فؤاد " ؛ مثل " غراب " ؛ و " أغربة " ؛ ومعنى :
وليقترفوا ما هم مقترفون ؛ جائز أن يكون " وليعملوا ما هم عاملون من الذنوب " ؛ يقال : " قد اقترف فلان ذنبا " ؛ أي : قد عمل ذنبا؛ ويجوز " وليقترفوا " ؛ أي : ليختلقوا؛ وليكذبوا؛ وهذه لام " أن " ؛ المعنى : " ولأن يرضوه " ؛ و " ليقترفوا " ؛ على أن اللام لام أمر؛ ومعناه معنى التهدد؛ والوعيد؛ كما تقول : " افعل ما شئت " ؛ فلفظه لفظ الأمر؛ ومعناه معنى التهدد.